بـرنـسـ آلنـآصريهـ Admin
عدد المساهمات : 113 نقاط : 328 تاريخ التسجيل : 25/08/2009 العمر : 35 الموقع : فـيـ بـحـور الأمـل
| موضوع: وقــفـت ألــم ومــخـدر ســام الثلاثاء أغسطس 25, 2009 10:40 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ظروف الحياة الصعبة جعلتنا نشعر باليأس والتقاعس بعد مراحل متتالية من الهموم والغموم .. والآلام والأوهام .. هذه تعبت من الأمراض وكثرة الأعراض .. وهذا مسجون من سنوات طويلة .. وآخر تعسرت أحواله المادية وخسر تجارته بعد تاريخ كفاح طويل .. وهذه شعرت بألم غارق وخارق لا تترجمه الكلمات لشدة الأسى والأذى من ابنها العاق الذي ضحت من أجله سنوات عمرها .. وأخرى تعبت من زوجها القاسي الطاغي .. وتلك ذبلت وهي تنتظر قطار الزواج .. أيضاً هناك من تحطم بسبب فشل دراسته سنوات طويلة .. بينما ذاك فقد الأمل بالوظيفة والمنزل وتكاليف الزواج الصعبة في ظل غلاء المعيشة
البعض تهبط عزائمه وربما تتبلد أحاسيسه فيحل اليأس حياتهم ويسيطر على كيانهم يعلنوا الحزن .. ويبدؤا الحداد .. وتبدأ عبارات عدم الحظ .. "لماذا أنا بالذات ..!؟" ينظرون الى من يفكر ويكرر..يغامر ويساير..يجاهد ويزرع..ألوان من العلم والعمل..والمحاولات والمنافسات..والتغيير والتطوير..وأخيراً ينالون نِعمَ الحصاد بينما هم هامدون عاجزون يائسون .. تجري شهور وسنوات عمرهم بضياع وهلاك ولو سمعوا عن أهمية تجارب النفس ونسيان الأمس .. ونصائح عن العمل .. وكلمات تجلب الأمل .. وأن النجاح سيكون حليفك هذه المره لقالوا بروح منكسرة ونفس ضعيفة : "إنها أوهام وأضغاث أحلام ..!"
الكارثة هي عدم استشعار حكم اليأس شرعياً الذي يحدد مصير الدنيا والآخرة
(وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ) (فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55) قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : "إن رجلاً قال : يا رسول الله ! ما الكبائر ؟ قال : الشرك بالله , والإياس من روح الله , والقنوط من رحمة الله " عن فُضالة بن عبيد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال : "ثلاثة لا تسأل عنهم : رجل نازع الله عز وجل رداءه فإنّ رداءه الكبرياء وإزارة العزة , ورجل شك في أمر الله , والقنوط من رحمة الله"
وكأن تلك الأقدار ليست من له الحكمة في ذلك سبحانه وتعالى "أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ "
كل ما يحدث لك فهو مكتوب لك في كتاب .. فهو بقضاء الله وقدرته .. فلا تيأس (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ )
لا تشتكي وتبكي على حظك .. وتخضع وتقبع لليأس والإنكسار .. وتلطم خدك حسرة وندماً .. وتجلس على الأطلال كئيباً مستسلماً .. وتذرف الدموع نهاراً وليال .. وغيرك يصعد سلالم النجاح والتألق وتحقيق الأمنيات .. وأنت مقهور محقور ومغبون لا سلطة ولا حيلة .. سوى أنك أسيراً حسيراً كسيراً
كفاك هزل وذل .. لا تتمسكن وتنتظر نظرة وشفقة .. بل ترفع عن سفاسف الأمور .. وتعوذ من الشيطان الرجيم .. وأبدأ صاعداً واعداً .. فالعمر له نهاية
ارضى دائماً بما قدره الله لك .. لا تتذمر وتتضجر حتى لا يأتيك من العقائب ما هو أحر وأمر وأشر بل احمد الله دائماً وأبداً .. وتعامل مع مصيبتك بروح الأمل والعقل والقوة .. ستجد الخير الكثير .. والفرق الكبير .. والحظ الوفير "لن تطيق أن تمنع نزول الشدائد , ولكن ينبغي أن تهيء لها في نفسك منزلاً"
تأمل إلى إيمانهم بقضاء الله .. تأمل إلى شدة نزعهم لليأس
* دعا نوح عليه السلام ألف سنة تقريباً ولم ييأس بالرغم من قلة الآمنين معه (هود40) وما ءامن من معه الا قليل * يقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : "لئن أضع جمرةً في فمي حتى تنطفيء , أحبُ إليّ من أن أقولَ لأمر قضاهُ الله تعالى : ليتً الأمر لم يكن كذلك" ..!
قصص هازمين اليأس
* اكتشف العالم "باول إيرلش" مخدراً يمكن أن يشفي من مرض الزهري وقد أطلق باول على الدواء رقم 606 وهو رقم المحاولة التي نجح من خلالها في التوصل إلى التركيبة في شكلها الأخير * قرأ الفيلسوف العالم "محمد الفارابي" كتاب "النفس" لأرسطو 100 مرة حتى يفهمه , وقرأ أيضاً كتاب "السماع الطبيعي" لأرسطو 40 مره * قرأ "ابن سينا" كتاب "ما وراء الطبيعة" لأرسطو فلم يفهم ما فيه فقرأه 40 مرة ,فحفظه ولم يفهم أيضاً ما فيه,حتى وقع بيده دون قصد كتاباً للفارابي اشتراه من دلال بسوق الوراقين بثلاثة دراهم,فإذا بهذا الكتاب يشرح ما سطره أرسطو في كتابه ما وراء الطبيعة" وبعدها فهم ما كان يقصده أرسطو حرفاً حرفاً * يقول "الإمام العسكري" عن نفسه : "كان الحفظ يتعذر عليّ حين ابتدأتُ أرومه , ثم عودت نفسي إلى أن حفظت قصيدة رؤبة"وقاتم الأعماق خاوي المخترق" في ليلة وهي قريب من مائتي بيت" * أصيب "لويس برايال" بالعمى في سن الثالثة ورغم ذلك أصبح فيما بعد مدرساً في باريس , وقام بوضع أسلوب الكتابة الشهير للمكفوفين والذي سميّ باسمه * أصيب "الرافعي" بالصمم وهو لم يتجاوز الثلاثين من عمره .. لكنه انكب على الدروس والمطالعة .. فترك ديوانين في الشعر إضافة إلى كتب أدبية عديدة وقصائد متفرقة .. وشرح في "وحي قلم" النكبات التي تغشى اليائس فيعتقد أن بها نهايته وربما كان في الحقيقية بين زواياها انبلاج الأمل فيقول : " ما أشبه النكبة بالبيضة , تُحسب سجناً لما فيها من سائل , وهي تحوطه وتربيه وتعينه على تمامه , وليس عليه إلا الصبر إلى مدة والرضا إلى غاية , ثم تفقس البيضة , فيخرج خلقاً آخر , وما المؤمن في دنياه إلا كالفرخ في بيضته , عمله أن يتكون فيها , وتمامه أن ينبثق شخصه الكامل , فيخرج إلى عالمه كاملاً" * كان "الإمام البخاري" يستيقظ في الليلية الواحدة من نومه مراراً فيوقد السراج ويكتب الفائدة تمرُ بخاطره , ثم يطفيء السراج , ثم يقوم مرة أخرى , حتى كان يتكرر منه ذلك قريباً من عشرين مره .. البخاري الذي منعته عفة نفسه أن يسأل الناس شيئاً عندما نفذت نفقته مره فأكل من حشيش الأرض
قصـة يـأس
يحكي أن نسراً كان يعيش في قمة أحد الجبال ويضع في قمة إحدى الأشجار , وكان عش النسر يحتوي على (4) بيضات , ثم حدث زلزال عنيف في الأرض فسقطت بيضة من عش النسر وتدحرجت إلى أن استقرت في مزرعة الدجاج , وأدركت الدجاجات بأن عليها أن تحمي وتعتني بهذه البيضة - بيضة النسر - وتطوعت دجاجة كبيرة في السن لتربية البيضة إلى أن تقفس , وفي أحد الأيام فقست البيضة وخرج منها نسر صغير جميل , ولكن هذا النسر , بدأ يتربى على أنه دجاجة وأصبح يعرف أنه ليس بدجاجة , وفي أحد الأيام فيما كان يلعب في ساحة المزرعة شاهد مجموعة من النسور تحلق بفخر عالياً في السماء .. تمنى هذا النسر أن يستطيع التحليق عالياً مثل هذه النسور , لكن قوبل بضحكات الاستهزاء من الدجاج قائلين له : أنت لست سوى دجاجة لن تستطيع التحليق عالياً مثل هؤلاء النسور , وبعد قليل توقف النسر عن أحلامه في التحليق عالياً , ولم يلبث بعد فتره أن مات بعد أن عاش طويلة مثل الدجاجة
(( إن كنت ستركن لليأس وتحقر نفسك .. وتقلل من قيمتها وقدراتها التي لم تبحثها .. فأنت كالدجاجة في هذه القصة )) * يقول علي بن ابي طالب : "ليس العار أن تسقط بل العار أن تبقى حيث سقطت" (( نظرتك الشخصية لذاتك وطموحك هما اللذان يحددان نجاحك من فشلك )) * يقول برايان تريسي : "لم يقم أحد بالتوجه نحو هدف مهم إلا وقاسى مرات عديدة من الخيبة قبل تحقيق الهدف" (( إذا سقطت سبع مرات فانهض ثمانية ))
كتبت الموضوع من أربع شهور تقريباً ولأني لم أنتهي به بعد نقلته لمنتدى المحذوفات ومن أجل "أخت غاليه" أعدته لمنتدى العام فكل العذر يرسم وجهي إذا لم يرتقي الموضوع لمستوى ذائقكم الكريم | |
|